Skip to main content

تُعتبر المساعدات الإنسانية في أوقات الأزمات أكثر من مجرد خدمة مؤقتة — فهي شريان حياة حقيقي. في جمعية آسيا الخيرية، نشهد يوميًا تأثير الرحمة والإنسانية في تغيير حياة الأفراد والعائلات الذين يواجهون أصعب الظروف. كل طرد غذائي، وكل زيارة طبية، وكل مسكن آمن يحمل معه قصة — قصة بقاء، وصمود، وتحوّل.

عائلة تتجمّع من جديد بعد كارثة

بعد فيضان ضرب جنوب لبنان، فقدت عائلة الحسن منزلها وكل ممتلكاتها، وأصبحت بلا مأوى أو موارد. لجأت العائلة إلى مبنى مهجور، تقاسي من البرد والجوع. خلال 48 ساعة، وصلت فرقنا وقدمت الغذاء، المياه النظيفة، الملابس الشتوية، وأدوات النظافة، إلى جانب تأمين سكن مؤقت. لاحقًا، ساعدناهم على الانتقال إلى منزل أكثر أمانًا، وعاد الأطفال إلى مقاعد الدراسة. تقول السيدة الحسن: “لم يقدموا لنا أشياء فقط، بل أعادوا لنا حياتنا”.

مساعدات طبية تنقذ أكثر من حياة

في قرى نائية في البقاع، لا يحصل كبار السن على أي رعاية طبية. السيد فوزي، البالغ من العمر 68 عامًا، كان يعاني من السكري وضغط الدم، ولم يزر طبيبًا منذ سنوات. من خلال العيادة المتنقلة، حصل على فحص شامل، وأدوية، ومتابعة منتظمة. تحسّنت حالته الصحية وبدأ يشارك في نشاطات مجتمعية. قال لنا: “لم يكن الدواء فقط، بل الطيبة التي شعرت بها هي ما شفاني”.

هذه العيادات المتنقلة تمثّل أكثر من مجرد تدخل صحي — إنها صلة وصل بين المجتمعات المعزولة والرعاية الأساسية، وتبني الثقة والكرامة في كل زيارة.

أمل وسط الجوع

نُور، أرملة وأم لثلاثة أطفال، وصلت إلى مركز التوزيع في طرابلس وهي تبكي. كانت قد قضت أيامًا بلا طعام. أطفالها ضعفاء وهي فقدت الأمل. حصلت على طرد غذائي وتم تسجيلها في برنامج للدعم المعيشي. انضمت لاحقًا إلى برنامج الحرف اليدوية وبدأت في بيع منتجاتها. اليوم، تعيل أطفالها بكرامة. “ذلك الطرد الغذائي أنقذنا، ولكن التدريب منحني مستقبلاً”، تقول.

الجوع لا يعني فقط غياب الطعام، بل غياب الأمل. ومن خلال الدعم الغذائي وبرامج سبل العيش، نُعيد الأمل لأُمهات وأطفال كثيرين.

بناء المجتمع من جديد

في الأزمات، يفقد الناس أكثر من منازلهم — يفقدون ترابطهم الاجتماعي. لذا نعمل مع قادة المجتمع والمتطوعين لإعادة بناء هذا النسيج الاجتماعي. في إحدى القرى الجبلية، أنشأنا حديقة عامة بالتعاون مع شباب القرية، فجمعت السكان وشجعتهم على التعاون من جديد. قال أحد المتطوعين: “كنا نشعر أننا منسيّون، اليوم نحن نشعر بالحياة من جديد”.

لماذا تُحدث المساعدات الإنسانية فرقًا؟

هذه القصص ليست سوى نماذج من آلاف الحالات التي نتعامل معها. المساعدات الإنسانية ليست فقط للبقاء، بل للعيش بكرامة. من خلال مساعداتنا، يمكن للطفل الذهاب إلى المدرسة، وللمُسن الحصول على دوائه، وللأب إيجاد عمل، وللأم إطعام أطفالها. نؤمن بأن لكل إنسان الحق في أن يستعيد حياته بعد المعاناة، مهما كان حجم الخسارة.

نحن نلتزم بالشفافية والمساءلة في كل ما نقوم به. تتم مراقبة وتقييم مشاريعنا بعناية لضمان وصول الموارد لمن يحتاجها بالفعل. وكل متبرع، وكل متطوع، هو جزء من هذه الرحلة الإنسانية.

كيف يمكنك المساعدة

لا تحتاج أن تكون على الخطوط الأمامية لتحدث فرقًا. سواء من خلال التبرع، أو التطوع، أو حتى مشاركة رسالتنا — أنت تسهم في تغيير حقيقي.

تبرع وكن جزءًا من قصة إنسانية جديدة. معًا، يمكننا إيصال الدعم، واستعادة الكرامة، وتغيير الحياة — مجتمعًا بعد آخر.