لا ينبغي أن يعيش أي إنسان دون سقف يحميه. ومع الأسف، يعيش آلاف الأشخاص في لبنان بدون مأوى آمن بسبب النزاعات، والأزمات الاقتصادية، والكوارث الطبيعية. في جمعية آسيا الخيرية، نؤمن أن المأوى ليس مجرد جدران وأبواب — بل هو أساس الكرامة والاستقرار والأمل. من خلال برامج المأوى الطارئة، نوفّر حلولًا فورية ومؤقتة تُحدث تأثيرًا طويل الأمد في حياة المحتاجين.
قصص من الميدان: من الشارع إلى الأمان
في بيروت، التقينا بسامي، أب لطفلين فقد منزله بعد أن طُرد من الشقة التي استأجرها بسبب عدم القدرة على دفع الإيجار. كان ينام في سيارته ويشعر بالعجز التام. من خلال برنامج المأوى المؤقت الخاص بنا، وفّرنا له مكانًا آمنًا للإقامة، واحتياجات أساسية مثل الفراش، والماء، والتدفئة. في غضون أسابيع، بدأ سامي العمل بدخل ثابت، وعاد أطفاله إلى المدرسة. “لم أنم بسلام منذ شهور،” قال لنا، “لكن هذه الليلة الأولى في المأوى كانت نقطة تحوّل.”
مثل سامي، هناك المئات من العائلات التي فقدت كل شيء وتكافح للعثور على مكان مؤقت يحفظ كرامتها. نعمل جاهدين على تحديد هذه الحالات وتقديم الحلول السكنية الطارئة بأسرع ما يمكن.
أهمية المأوى في وقت الأزمات
حين يقع الإنسان في أزمة، يكون المأوى أول خطوة نحو التعافي. النوم في أماكن غير آمنة يعرض الناس للعنف، وسوء التغذية، والأمراض النفسية والجسدية. لهذا السبب، نحن لا نوفّر فقط مكانًا للنوم، بل نحاول خلق بيئة إنسانية تُشعر المستفيد بالأمان والانتماء.
في العديد من المشاريع، نزوّد العائلات بمواد أساسية مثل البطانيات، وأجهزة التدفئة، وأدوات الطهي، وأدوات النظافة. كما نقدّم الدعم النفسي والاجتماعي، خاصة للنساء والأطفال الذين يتأثرون أكثر في حالات النزوح.
الشراكات المحلية تصنع الفرق
نحن لا نعمل بمفردنا. بالتعاون مع البلديات، والجمعيات الأهلية، والجهات الرسمية، نحدد أماكن الحاجة، وننسّق لتأمين المسكن المناسب، ونقدّم الخدمات الضرورية بشكل منظّم وفعّال. هذه الشراكات تضمن أن تصل المساعدات إلى من يستحقها بسرعة وشفافية.
في مشروعنا الأخير في البقاع، تمكنا من تأهيل مبنى مهجور وتحويله إلى مركز سكني مؤقت لـ 35 عائلة. تم تجهيز الغرف بالأساسيات، وإنشاء مطبخ جماعي، وتوفير خدمات الدعم النفسي للأطفال. اليوم، يعيش معظم هؤلاء في مساكن أكثر استقرارًا بعد انتقالهم لبرامج تأهيلية مدعومة.
أثر دائم يبدأ من الحل المؤقت
على الرغم من أن هدفنا الأساسي هو توفير مأوى مؤقت، إلا أن نتائج هذه المبادرات غالبًا ما تكون طويلة الأمد. فالمسكن المؤقت يمنح الناس فرصة لالتقاط أنفاسهم، والتخطيط لحياتهم من جديد، وإيجاد فرص عمل أو تعليم أو دعم نفسي.
بعض العائلات التي دعمتها الجمعية تمكّنت لاحقًا من استئجار منازل دائمة، بينما حصل البعض الآخر على قروض صغيرة لبدء مشاريع خاصة. كل قصة نجاح تبدأ بخطوة أولى — ومكان آمن للراحة.
كيف يمكنك أن تساهم؟
يمكن لتبرّع بسيط أن يوفّر غرفة دافئة لعائلة بلا مأوى. يمكن لبطانية أن تمنح طفلاً ليلة نوم دافئة. ويمكن لمساهمتك أن تكون بداية لحياة جديدة لعائلة بأكملها. نحن بحاجة إليك لنستمر في هذه الرسالة.
تبرع وساعدنا في توفير مأوى لمن لا يملكه. معًا، يمكننا أن نحول المسكن المؤقت إلى نقطة انطلاق لمستقبل مستقر وآمن.